الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الفرقة الرابعة تعاود قصف الأحياء المحاصرة في درعا 

الفرقة الرابعة تعاود قصف الأحياء المحاصرة في درعا 

17.08.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الاثنين 16/8/2021 
دمشق – "القدس العربي": تتواصل التحركات الميدانية لقوات النظام السوري في درعا جنوب سوريا، حيث جددت هذه الأخيرة قصفها للأحياء المحاصرة بعد يوم واحد فقط من التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وتحديد "خريطة طريق" تضم حلاً شاملاً للمنطقة، خلال جولة مفاوضات عقدها وفد روسي برئاسة قائد القوات الروسية العماد أندريه، مع اللجنة المفاوضة باسم مدينة درعا
وكانت لجان التفاوض قد توصلت مع الجانب الروسي واللجنة الأمنية التابعة للنظام في اجتماع يوم أول أمس، إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين يتم خلالها عملية التفاوض، وتشكيل لجنة مؤلفة من الجهات المعنية بتنفيذ الاتفاق، لمتابعة حل الإشكالات طيلة فترة التفاوض، إضافة إلى تسيير دورية روسية في محيط درعا، من أجل مراقبة وقف إطلاق النار، ومعاينة الأوضاع ميدانياً
إصرار إيراني على إفشال الاتفاق 
الناطق الرسمي باسم "لجنة المفاوضات في درعا" المحامي عدنان المسالمة اعتبر في اتصال مع "القدس العربي" أن المليشيات الإيرانية تصر على إفشال الاتفاق المبرم مع الجانب الروسي، والذي لم يروق لها، لما له من تبعات تنهي المشروع الإيراني في المنطقة
وتحدث المسالمة عن الخطوط العريضة لخريطة الطريق، الذي توصل لها الطرفان، والتي تضمن الوصول إلى حل شامل لكامل المنطقة، حيث قال إن آلية الاتفاق تنص على إعلان أسبوعين من وقف إطلاق النار، تتخللها جولات تفاوض ومباحثات لتشكيل لجنة مؤلفة من الجهات المعنية بتنفيذ الاتفاق، فضلاً عن التوافق على تسيير دورية روسية في محيط درعا لمراقبة وقف إطلاق النار ومعاينة الأوضاع ميدانيا بدءاً من يوم الأحد
لجنة التفاوض تتهم إيران وميليشياتها بإفشال "خريطة الطريق" 
التصعيد العسكري، وفق مراقبين وخبراء مرده إلى رغبة الجانب الإيراني والميليشيات التي تستخدمها، المتمثلة بالفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، إلى إفشال الاتفاق لما له من تأثير سلبي يحجم من وجودها جنوب سوريا. وفي السياق، قال الناشط الإعلامي عامر الحوراني لـ "القدس العربي" إن قوات النظام استهدفت صباح الأحد، غداة الاتفاق مع الجانب الروسي على وقف إطلاق النار، الأحياء المحاصرة بقذائف الهاون والدبابات، وذلك من مواقعها على أطراف المنطقة، كما قصفت بقذائف المدفعية المنطقة الواصلة بين طفس واليادودة غربي درعا
وأضاف المتحدث أن القوات الروسية افتتحت صباح أمس حاجز السرايا الفاصل بين درعا المحطة والأحياء المحاصرة، ونقلت عدداً من النساء والأطفال إلى داخل درعا المحطة، عبر الحافلات، مشيراً الى أن قوات النظام أغلقت الحاجز – باتفاق مع الجانب الروسي – مجددًا عقب مغادرة القوات الروسية من المكان، وقال "القوات الروسية نقلت النساء والأطفال إلى مراكز الإيواء، بحضور وسائل إعلام روسية ومحلية، وذلك من أجل تصويرهم فقط، وإظهارهم على الإعلام، كما أن نظام الأسد لا يستطيع إغلاق الحاجز أو فتحه دون موافقة روسية"
وأطلقت قوات النظام الرصاص صباح الأحد، فوق رؤوس الأهالي، لتفريقهم ومنع تجمعهم بالقرب من حاجز "السرايا" وذلك أثناء انتظارهم الخروج من الأحياء المحاصرة، والعبور إلى أحياء درعا المحطة. الأوضاع المتوترة في درعا، شغلت اهتمام الدوائر الأمنية في إسرائيل، ليس بسبب قربها من الحدود وحسب، وإنما لاستمرار إيران في مساعيها لبناء قواعد أمامية على الحدود مع الكيان الإسرائيلي، وفق ما تشير معلومات استخباراتية نشرتها قناة الحرة الأمريكية في تقرير لها نشر على موقعها الإلكتروني
ووفقاً للتقديرات الاستخبارية في إسرائيل فإن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ليس معنياً ببقاء القوات الإيرانية داخل بلاده إلا أنه في بعض الأحيان يلجأ إلى هذه القوات، على غرار ما يحدث الآن في درعا، وذلك من أجل فرض سيطرته على هذه المنطقة التي تعد إحدى المناطق التي انطلقت منها شرارة الأزمة السورية قبل حوالي عشرة أعوام
ويقول مصدر أمني تحدث إلى قناة "الحرة" إنه بعد الفوز الذي حققه في "الانتخابات" تلقى الأسد دفعة معنوية وهو يسعى إلى استعادة الأراضي السورية كافة لتكون تحت سيطرة نظامه. بيد إن فشل الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام في إتمام هذه المهمة داخل درعا والسيطرة عليها، دفع النظام إلى طلب مساعدة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي دفع بعناصر موالية لطهران إلى جنوب سوريا مؤخرا، حسب ما كشف المصدر
وأوضح أن عدد هذه القوات يصل إلى مئات من عناصر حزب الله وعناصر آخرين موالين لطهران، لكنهم ليسوا بالضرورة إيرانيين. ومن بين قادة العناصر والمجموعات المنتمية لإيران والتي تنشط في درعا الحاج هاشم ونجله جواد هاشم وعلي موسى عباس دقدوق المعروف بـ"أبو حسين ساجد" الذي يترأس وحدة "ملف الجولان" وهم ينتمون لحزب الله. العناصر المسلحة، مزودة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وطائرات مسيرة باتت تعد سلاحا استراتيجيا، بحيث يمكن استخدامها لاحقا من أجل شن هجمات على الأراضي الإسرائيلية، على غرارا هجمات مماثلة قبل حوالي عامين، وتعتبر إسرائيل أن أي دخول للقوات الايرانية لن يكون هدفه مساندة قوات النظام السوري وحسب، وإنما يؤسس لإقامة ثكنات عسكرية ضدها، وتؤكد أنها لن تقبل بأي حال من الأحوال بتواجد مثل هذه القوات
توافق إسرائيلي – روسي 
ووفقاً للمصدر فإن إسرائيل تعمل بشتى الطرق وبالتنسيق مع روسيا لمنع أي تموقع إيراني في كل أنحاء سوريا، ولكن بشكل خاص جنوب البلاد ومنطقة درعا تحديداً، مشيرة إلى أن هناك توافقاً مع الجانب الروسي حول هذا الموضوع، وثمة آلية تم الاتفاق عليها بين روسيا وإسرائيل من أجل تفادي أي احتكاك، وللتنسيق حول المصالح المشتركة، مشيرة إلى أن "هذه الآلية تعمل بصورة ممتازة" بحيث يتم ضمان حرية العمل للجانب الإسرائيلي وتفادي وقوع أخطاء قد تلحق خسائر للطرفين
ويأتي هذا التوضيح بعد تعليق لافت لوزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي، قالت فيه إنها تصدت لضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية داخل سوريا، والذي اعتبره متابعون أنه يحمل إشارات عن تغيّر ما طرأ على "قواعد اللعبة" في الساحة السورية المعروفة منذ سنوات. وجاء التعليق الروسي ضمن بيانين منفصلين أصدرتهما وزارة الدفاع الروسية بشأن ضربتين، الأولى استهدفت منطقة السفيرة في ريف محافظة حلب، والثانية طالت مواقع في منطقة القصير في ريف محافظة حمص